تامل اليوم الاربعاء 03 / 09 / 2025
رسالة تسالونيقي الأولى الفصل الثالث والرابع والخامس
ولما فرغ صبرنا فضلنا البقاء وحدنا في آثينة فبعثنا بطيموتاوس أخينا ومعاون الله في إعلان بشارة المسيح ليثبتكم ويؤيدكم في إيمانكم لئلا يتزعزع أحد في هذه الشدائد فإنكم تعلمون أننا جعلنا لذلك ولما كنا عندكم كنا ننبئكم أننا سنعاني الشدائد وذلك ما حدث كما تعلمون ولهذا فرغ صبري فبعثت لأستخبر عن إيمانكم، خوفا من أن يكون المجرب قد جربكم فيصير جهدنا باطلا أما الآن وقد رجع إلينا طيموتاوس من عندكم وبشرنا بما أنتم عليه من إيمان ومحبة وقال لنا إنكم تذكروننا بالخير دائما وتشتاقون رؤيتنا كما نشتاق رؤيتكم فكان لنا من إيمانكم أيها الإخوة ما شددنا في أمركم في جميع ما نعانيه من الضيق والشدة فقد عادت الحياة إلينا الآن لأنكم ثابتون في الرب فأي شكر بوسعنا أن نؤديه إلى الله فيكم على كل الفرح الذي فرحناه بسببكم في حضرة إلهنا ونحن نسأله ليل نهار ملحين بشدة أن نرى وجهكم ونكمل ما نقص من إيمانكم ؟ عسى أن يمهد طريقنا إليكم الله أبونا نفسه ويسوع ربنا وعسى أن يزيد الرب وينمي محبة بعضكم لبعض ولجميع الناس على مثال محبتنا لكم ويثبت قلوبكم فلا ينالها لوم في القداسة في حضرة إلهنا وأبينا لدى مجيء ربنا يسوع المسيح يواكبه جميع قديسيه
أما بعد فنسألكم أيها الإخوة ونناشدكم الرب يسوع قد تعلمتم منا أي سيرة يجب أن تسيروا لإرضاء الله وهي السيرة التي تسيرونها اليوم فازدادوا تقدما فيها فإنكم تعرفون ما هي الوصايا التي أوصيناكم بها من قبل الرب يسوع إن مشيئة الله إنما هي تقديسكم ذاك بأن تجتنبوا الزنى وأن يحسن كل منكم اتخاذ امرأة في القداسة والحرمة فلا يدع الشهوة تستولي عليه كما تستولي على الوثنيين الذين لا يعرفون الله ولا يلحق بأخيه أذى أو ظلما في هذا الشأن لأن الرب ينتقم في هذه الأشياء كلها كما قلنا لكم قبلا وشهدنا به فإن الله لم يدعنا إلى النجاسة بل إلى القداسة فمن استهان إذا بذلك التعليم لا يستهين بإنسان بل يستهين بالله الذي يهب لكم روحه القدوس أما المحبة الأخوية فلا حاجة بكم إلى أن يكتب إليكم فيها لأنكم تعلمتم من الله أن يحب بعضكم بعضا وبذلك تعاملون جميع الإخوة في مقدونية كلها فنسألكم أيها الإخوة أن تزدادوا فيها وأن تطمحوا إلى أن تعيشوا عيشة هادئة وتشغلوا بما يعنيكم وتعملوا بأيديكم كما أوصيناكم فتسيروا سيرة كريمة في نظر الذين في خارج الكنيسة ولا تكون بكم حاجة إلى أحد ولا نريد أيها الإخوة أن تجهلوا مصير الأموات لئلا تحزنوا كسائر الناس الذين لا رجاء لهم فأما ونحن نؤمن بأن يسوع قد مات ثم قام فكذلك سينقل الله بيسوع ومعه أولئك الذين ماتوا فإننا نقول لكم عن قول الرب إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لن نتقدم الأموات لأن الرب نفسه عند إعلان الأمر عند انطلاق صوت رئيس الملائكة والنفخ في بوق الله سينزل من السماء فيقوم أولا الذين ماتوا في المسيح ثم إننا نحن الأحياء الباقين سنخطف معهم في الغمام لملاقاة المسيح في الجو فنكون هكذا مع الرب دائما أبدا فليشدد بعضكم بعضا بهذا الكلام
أما الأزمنة والأوقات فلا حاجة بكم أيها الإخوة أن يكتب إليكم فيها لأنكم تعرفون حق المعرفة أن يوم الرب يأتي كالسارق في الليل فحين يقول الناس سلام وأمان يأخذهم الهلاك بغتة كما يأخذ المخاض الحامل بغتة فلا يستطيعون النجاة أما أنتم أيها الإخوة فلستم في الظلمات حتى يفاجئكم ذلك اليوم مفاجأة السارق لأنكم جميعا أبناء النور وأبناء النهار لسنا نحن من الليل ولا من الظلمات فلا ننامن كما يفعل سائر الناس بل علينا أن نسهر ونحن صاحون فالذين ينامون إنما هم في الليل ينامون والذين يسكرون إنما هم في الليل يسكرون أما نحن أبناء النهار فلنكن صاحين لابسين درع الإيمان والمحبة وخوذة رجاء الخلاص لأن الله لم يجعلنا للغضب بل للحصول على الخلاص بربنا يسوع المسيح الذي مات من أجلنا لنحيا معا متحدين به أساهرين كنا أم نائمين فليشدد بعضكم بعضا وليبن أحدكم الآخر كما تفعلون نسألكم أيها الإخوة أن تكرموا الذين يجهدون بينكم ويرعونكم في الرب وينصحونكم وأن تعظموا شأنهم بمنتهى المحبة من أجل عملهم عيشوا بسلام فيما بينكم ونناشدكم أيها الإخوة أن تنصحوا الذين يسيرون سيرة باطلة وتشددوا قليلي الهمة وتساندوا الضعفاء وتصبروا على جميع الناس إحترسوا أن يجازي أحد شرا بشر بل ليطلب الخير دائما بعضكم لبعض واطلبوه لجميع الناس إفرحوا دائما لا تكفوا عن الصلاة أشكروا على كل حال فتلك مشيئة الله لكم في المسيح يسوع لا تخمدوا الروح لا تزدروا النبوات بل اختبروا كل شيء وتمسكوا بالحسن إجتنبوا كل نوع للشر قدسكم إله السلام نفسه تقديسا تاما وحفظكم سالمين روحا ونفسا وجسدا لا ينالكم لوم في مجيء ربنا يسوع المسيح إن الذي دعاكم أمين وهو الذي سيعمل أيها الإخوة صلوا من أجلنا أيضا سلموا على جميع الإخوة بقبلة مقدسة أستحلفكم بالرب أن تقرأ هذه الرسالة على الإخوة أجمعين عليكم نعمة ربنا يسوع المسيح
تعليقات
إرسال تعليق