تامل اليوم السبت 30 / 08 / 2025
رسالة قولسي الفصل الاول والفصل الثاني
من بولس رسول المسيح يسوع بمشيئة الله و من الأخ طيموتاوس إلى القديسين الذين في قولسي، الإخوة المؤمنين في المسيح عليكم النعمة والسلام من لدن اله أبينا نشكر الله أبا ربنا يسوع المسيح دائما ونحن نصلي من أجلكم بعد أن سمعنا بإيمانكم في المسيح يسوع وبمحبتكم لجميع القديسين من أجل الرجاء المحفوظ لكم في السموات فقد سمعتم بهذا الرجاء في كلمة الحق أي في البشارة التي وصلت إليكم وكما أنها تثمر وتنتشر في العالم أجمع فهي كذلك تثمر و تنتشر فيما بينكم مذ سمعتم بنعمة الله وعرفتموها حق المعرفة كما تعلمتم من أبفراس صاحبنا الحبيب في العمل والخادم الأمين للمسيح من أجلكم فقد أخبرنا بما أنتم عليه من المحبة في الروح لذلك نحن أيضا منذ اليوم الذي سمعنا فيه ذلك لا نكف عن الصلاة من أجلكم ونسأله تعالى أن تمتلئوا من معرفة مشيئته في كل شيء من الحكمة والإدراك الروحي لتسيروا سيرة جديرة بالرب ترضيه كل الرضا وتثمروا كل عمل صالح وتنموا في معرفة اللهمتقوين كل قوة بقدرته العزيزة على الثبات التام والصبر الجميل وتشكروا الآب فرحين لأنه جعلكم أهلا لأن تشاطروا القديسين ميراثهم في النور فهو الذي نجانا من سلطان الظلمات ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته فكان لنا فيه الفداء وغفران الخطايا هو صورة الله الذي لا يرى وبكر كل خليقة ففيه خلق كل شيء مما في السموات ومما في الأرض ما يرى وما لا يرى أأصحاب عرش كانوا أم سيادة أم رئاسة أم سلطان كل شيء خلق به وله هو قبل كل شيء وبه قوام كل شيء وهو رأس الجسد أي رأس الكنيسة هو البدء والبكر من بين الأموات لتكون له الأولية في كل شيء فقد حسن لدى الله أن يحل به الكمال كله وأن يصالح به ومن أجله كل موجود مما في الأرض ومما في السموات وقد حقق السلام بدم صليبه وأنتم الذين كانوا بالأمس غرباء وأعداء في صميم قلوبهم بالأعمال السيئة قد صالحكم الله الآن في جسد ابنه البشري صالحكم بموته ليجعلكم في حضرته قديسين لا ينالكم عيب ولا لوم ذلك إذا ثبتم على الإيمان راسخين غير متزعزعين ولا متحولين عن رجاء البشارة التي سمعتموها وأعلنت لكل خليقة تحت السماء وصرت أنا بولس خادما لها يسرني الآن ما أعاني لأجلكم فأتم في جسدي ما نقص من شدائد المسيح في سبيل جسده الذي هو الكنيسة لأني صرت خادما لها بحسب التدبير الإلهي الذي وكل إلي من أجلكم وهو أن أتم التبشير بكلمة الله بذلك السر الذي ظل مكتوما طوال الدهور والأجيال وكشف اليوم لقديسيه فقد أراد الله أن يعلمهم أي غنى هو غنى مجد ذلك السر عند الوثنيين أي أن المسيح فيكم وهو رجاء المجد به نبشر فنعظ كل إنسان ونعلم كل إنسان بكل حكمة لنجعل كل إنسان كاملا في المسيح ولأجل ذلك أتعب وأجاهد بفضل قدرته التي تعمل في عملا قويا
إني أريد أن تعلموا أي جهاد أجاهد من أجلكم ومن أجل الذين هم في اللاذقية ومن أجل سائر الذين لم يروني بعيونهم كيما تتشدد قلوبهم وتتوثق أواصر المحبة بينهم فيبلغوا من الإدراك التام أعظم مبلغ يمكنهم من معرفة سر الله أعني المسيح فقد استكنت فيه جميع كنوز الحكمة والمعرفة أقول هذا لئلا يخدعكم أحد بكلام مموه فإني وإن كنت غائبا عنكم بجسدي فأنا معكم بروحي أفرح بما أرى من نظام عندكم ومن ثبات في إيمانكم بالمسيح فكما تقبلتم الرب يسوع المسيح سيروا فيه متأصلين فيه ومتأسسين عليه ومعتمدين على الإيمان الذي تلقيتموه وفائضين شكرا إياكم أن يأسركم أحد بالفلسفة بذلك الخداع الباطل القائم على سنة الناس وأركان العالم لا على المسيح ففيه يحل جميع كمال الألوهية حلولا جسديا وفيه تكونون كاملين إنه رأس كل صاحب رئاسة وسلطان وفيه ختنتم ختانا لم يكن فعل الأيدي بل بخلع الجسد البشري وهو ختان المسيح ذلك أنكم دفنتم معه بالمعمودية و بها أيضا أقمتم معه لأنكم آمنتم بقدرة الله الذي أقامه من بين الأموات كنتم أمواتا أنتم أيضا بزلاتكم وقلف أجسادكم فأحياكم الله معه وصفح لنا عن جميع زلاتنا ومحا ما كان علينا من صك وما فيه من أحكام وأزال هذا الحاجز مسمرا إياه على الصليب وخلع أصحاب الرئاسة والسلطان وشهرهم فسار بهم في ركبه ظافرا فلا يحكمن عليكم أحد في المأكول والمشروب أو في الأعياد والأهلة والسبوت فما هذه إلا ظل الأمور المستقبلة أما الحقيقة فهي جسد المسيح ولا يحرمنكم أحد إياها رغبة منه في التخشع وفي التعبد للملائكة فهو ينعم النظر فيما يراه وذهنه البشري يجعله ينتفخ من الكبرياء بأوهامه غير متمسك بالرأس الذي به الجسد كله بما فيه من أوصال ومفاصل يلتحم بها ينمو النمو الذي يأتيه من الله فأما وقد متم مع المسيح عن أركان العالم فما بالكم كما لو كنتم عائشين في العالم تخضعون لمثل هذه النواهي لا تأخذ لا تذق لا تمس وتلك الأشياء كلها تؤول بالاستعمال إلى الزوال ؟ إنها وصايا ومذاهب بشرية لها ظاهر الحكمة لما فيها من نفل وتخشع وتقشف ولكن لا قيمة لها لأنها غير صالحة إلا لإرضاء الهوى البشري
تعليقات
إرسال تعليق