تامل اليوم الاثنين 25 / 08 / 2025
رسالة أفسس الفصل الاول والفصل الثاني
من بولس رسول المسيح يسوع بمشيئة الله إلى القديسين المؤمنين الذين في المسيح يسوع عليكم النعمة والسلام من لدن الله أبينا والرب يسوع المسيح التدبير الآتي للخلاص تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح فقد باركنا كل بركة روحية في السموات في المسيح ذلك بأنه اختارنا فيه قبل إنشاء العالم لنكون في نظره قديسين بلا عيب في المحبة وقدر لنا منذ القدم أن يتبنانا بيسوع المسيح على ما ارتضته مشيئته للتسبيح بمجد نعمته التي أنعم بها علينا في الحبيب فكان لنا فيه الفداء بدمه أي الصفح عن الزلات على مقدار نعمته الوافرة التي أفاضها علينا بكل ما فيها من حكمة وبصيرة فأطلعنا على سر مشيئته أي ذلك التدبير الذي ارتضى أن يعده في نفسه منذ القدم ليسير بالأزمنة إلى تمامها فيجمع تحت رأس واحد هو المسيح كل شيء ما في السموات وما في الأرض وفيه أيضا جعلنا ورثة وقد كتب لنا بتدبير ذاك الذي يفعل كل شيء كما تريده مشيئته أن نكون من سبق أن جعلوا رجاءهم في المسيح للتسبيح بمجده وفيه أنتم أيضا سمعتم كلمة الحق أي بشارة خلاصكم وفيه آمنتم فختمتم بالروح الموعود الروح القدس وهو عربون ميراثنا إلى أن يتم فداء خاصته للتسبيح بمجده لذلك فإني أنا أيضا مذ سمعت بإيمانكم في الرب يسوع وبمحبتكم لجميع القديسين لا أكف عن شكر الله في أمركم ذاكرا إياكم في صلواتي لكي يهب لكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح حكمة يكشف لكم عنه تعالى لتعرفوه حق المعرفة وأن ينير بصائر قلوبكم لتدركوا ما هو الرجاء الذي تنطوي عليه دعوته وما هي سعة المجد في ميراثه بين القديسين وما هي عظمة قوته الفائقة لخيرنا نحن المؤمنين والموافقة لعمل قدرته العزيزة الذي عمله في المسيح إذ أقامه من بين الأموات وأجلسه إلى يمينه في السموات فوق كل صاحب رئاسة وسلطان وقوة وسيادة وفوق كل اسم يسمى به مخلوق لا في هذا الدهر وحده بل في الدهر الآتي أيضا وجعل كل شيء تحت قدميه ووهبه لنا فوق كل شئ رأسا للكنيسة وهى جسده وملء ذاك الذي يملأه الله تماما
وأنتم وقد كنتم أمواتا بزلاتكم وخطاياكم التي كنتم تسيرون فيها بالأمس متبعين سيرة هذا العالم سيرة سيد مملكة الجو ذاك الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية وكنا نحن أيضا جميعا في جملة هؤلاء نحيا بالأمس في شهوات جسدنا ملبين رغبات الجسد ونزعاته وكنا بطبيعتنا أبناء الغضب كسائر الناس ولكن الله الواسع الرحمة لحبه الشديد الذي أحبنا به مع أننا كنا أمواتا بزلاتنا أحيانا مع المسيح بالنعمة نلتم الخلاص وأقامنا معه وأجلسنا معه في السموات في المسيح يسوع فقد أراد أن يظهر للأجيال الآتية نعمته الفائقة السعة بلطفه لنا في المسيح يسوع فبالنعمة نلتم الخلاص بفضل الإيمان فليس ذلك منكم بل هو هبة من الله وليس من الأعمال لئلا يفتخر أحد لإننا من صنع الله خلقنا في المسيح يسوع للأعمال الصالحة التي أعدها الله بسابق إعداده لنمارسها فاذكروا أنكم بالأمس أنتم الوثنيين بالجسد أنتم الذين كان أهل الختان يسمونهم أهل القلف لأن جسدهم ختن بفعل الأيدي اذكروا أنكم كنتم حينئذ من دون المسيح مفصولين من رعية إسرائيل غرباء عن عهود الموعد ليس لكم رجاء ولا إله في هذا العالم أما الآن ففي المسيح يسوع أنتم الذين كانوا بالأمس أباعد قد جعلتم أقارب بدم المسيح فإنه سلامنا فقد جعل من الجماعتين جماعة واحدة وهدم في جسده الحاجز الذي يفصل بينهما أي العداوة وألغى شريعة الوصايا وما فيها من أحكام ليخلق في شخصه من هاتين الجماعتين بعدما أحل السلام بينهما إنسانا جديدا واحدا ويصلح بينهما وبين الله فجعلهما جسدا واحدا بالصليب وبه قضى على العداوة جاء وبشركم بالسلام أنتم الذين كنتم أباعد وبشر بالسلام الذين كانوا أقارب لأن لنا به جميعا سبيلا إلى الآب في روح واحد فلستم إذا بعد اليوم غرباء أو نزلاء بل أنتم من أبناء وطن القديسين ومن أهل بيت الله بنيتم على أساس الرسل والأنبياء وحجر الزاوية هو المسيح يسوع نفسه فيه يحكم البناء كله ويرتفع ليكون هيكلا مقدسا في الرب وبه أنتم أيضا تبنون معا لتصيروا مسكنا لله في الروح
تعليقات
إرسال تعليق