قراءة اليوم الاثنين 2025 / 08 / 04

 رسالة رومة التاسع سلطان الله في الاختيار

أقول الصدق في المسيح لا أكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس إن لي حزنا عظيما ووجعا في قلبي لا ينقطع فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروما من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد الذين هم إسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلها باركا إلى الأبد آمين ولكن ليس هكذا حتى إن كلمة الله قد سقطت لأن ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون ولا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعا أولاد بل بإسحاق يدعى لك نسل أي ليس أولاد الجسد هم أولاد الله بل أولاد الموعد يحسبون نسلا لأن كلمة الموعد هي هذه أنا آتي نحو هذا الوقت ويكون لسارة ابن وليس ذلك فقط بل رفقة أيضا وهي حبلى من واحد وهو إسحاق أبونا لأنه وهما لم يولدا بعد ولا فعلا خيرا أو شرا لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار ليس من الأعمال بل من الذي يدعو قيل لها إن الكبير يستعبد للصغير كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو فماذا نقول ؟ ألعل عند الله ظلما؟ حاشا لأنه يقول لموسى إني أرحم من أرحم وأتراءف على من أتراءف فإذا ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى بل لله الذي يرحم لأنه يقول الكتاب لفرعون إني لهذا بعينه أقمتك لكي أظهر فيك قوتي ولكي ينادى باسمي في كل الأرض فإذا هو يرحم من يشاء ويقسي من يشاء فستقول لي لماذا يلوم بعد لأن من يقاوم مشيئته ؟ بل من أنت أيها الإنسان الذي تجاوب الله ؟ ألعل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتني هكذا ؟ أم ليس للخزاف سلطان على الطين أن يصنع من كتلة واحدة إناء للكرامة وآخر للهوان ؟ فماذا إن كان الله وهو يريد أن يظهر غضبه ويبين قوته احتمل بأناة كثيرة آنية غضب مهيأة للهلاك ولكي يبين غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد التي أيضا دعانا نحن إياها ليس من اليهود فقط بل من الأمم أيضا كما يقول في هوشع أيضا سأدعو الذي ليس شعبي شعبي والتي ليست محبوبة محبوبة ويكون في الموضع الذي قيل لهم فيه لستم شعبي أنه هناك يدعون أبناء الله الحي وإشعياء يصرخ من جهة إسرائيل وإن كان عدد بني إسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص أنه متمم أمر وقاض بالبر لأن الرب يصنع أمرا مقضيا به على الأرض وكما سبق إشعياء فقال لولا أن رب الجنود أبقى لنا نسلا لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة فماذا نقول؟ إن الأمم الذين لم يسعوا في أثر البر أدركوا البر البر الذي بالإيمان ولكن إسرائيل وهو يسعى في أثر ناموس البر لم يدرك ناموس البر لماذا ؟ لأنه فعل ذلك ليس بالإيمان بل كأنه بأعمال الناموس فإنهم اصطدموا بحجر الصدمة كما هو مكتوب ها أنا أضع في صهيون حجر صدمة وصخرة عثرة وكل من يؤمن به لا يخزى

المزمور الثامن والسبعون

أصغ يا شعبي إلى شريعتي أمل أذنيك إلى أقوال فمي أفتح فمي بالأمثال وأفيض بألغاز الزمن القديم ما سمعناه وعرفناه وما أخبرنا به آباؤنا لا نكتمه عن بنيهم بل نخبر به الجيل الآتي تسابيح الرب وعزته وعجائبه التي صنعها لأنه أقام شهادة في يعقوب ووضع شريعة في إسرائيل وأوصى آباءنا أن يعلموها أبناءهم لكي يعلم الجيل الآتي البنون الذين سيولدون فيقوموا ويخبروا أبناءهم حتى يضعوا ثقتهم في الله ولا ينسوا أعمال الرب بل يحفظوا وصاياه ولا يكونوا مثل آبائهم الجيل العاصي المتمرد الجبل الذي لم يثبت قلبه ولا كان أمينا لله روحه إن بني أفرائيم النبالة الماهرين في يوم القتال أدبروا لم يحفظوا عهد الله وأبوا أن يسيروا في شريعته ونسوا أعماله وعجائبه التي أراهم إذ صنع العجائب أمام آبائهم في أرض مصر في حقول صوعن فلق البحر فجعلهم يعبرون وأقام المياه كأنها أسوار وهداهم بالغمام في النهار وفي الليل كله بضوء النار فلق الصخور في البرية فسقاهم كأنما من غمار غزيرة وأخرج سواقي من الصخرة وأجرى المياه كالأنهار وعادوا يخطأون إليه ويتمردون على العلي في البرية وجربوا الله في قلوبهم سائلين طعاما لأنفسهم فتكلموا على الله وقالوا أيقدر الله أن يعد في البرية مائدة ؟ إنه ضرب الصخرة فسالت المياه وفاضت السيول فهل يقدر أيضا أن يعطي خبزا أو يعد لشعبه لحما؟فسمع الرب فثار ثائره فاشتعلت النار على يعقوب وثار الغضب على إسرائيل لأدهم لم يؤمنوا بالله ولا اتكلوا على خلاصه ثم أمر الغيوم من العلاء وفتح أبواب السماءوأمطر عليهم المن ليأكلوا وأعطاهم حنطة السماءفأكل الإنسان خبز الأقوياء وأرسل إليهم زادا حتى شبعوا بعث في السماء ريحا شرقية وساق بقدرته ريحا جنوبية فأمطر عليهم لحوما كالتراب وطيورا كرمل البحار وأسقطها في وسط مخيمهم حول منازلهم فأكلوا وشبعوا تماما وأتاهم بما يشتهون ولم يسكنوا مشتهاهم وطعامهم ما زال في أفواههم حتى ثار فيهم غضب الله وقتل الأقوياء منهم وصرع شباب إسرائيل مع هذا كله عادوا يخطأون ولم يؤمنوا بعجائبه فأفنى أيامهم بنفخة وسنيهم بمخافة ولما كان يقتلهم كانوا يلتمسونه ويتوبون وإلى الله يبتكرون ويذكرون أن الله صخرتهم وأن الإله العلي فاديهم فخدعوه بأفواههم وكذبوا عليه بألسنتهم أما قلوبهم فلم تكن معه ولا آمنوا بعهده وهو رحيم يغفر الإثم ولا يهلك كثيرا ما يرد غضبه ولا يثير كل سخطه ويذكر أنهم بشر نفس يذهب ولا يعود كم مرة تمردوا في البرية عليه وفي القفار أغضبوه وعادوا فجربوا الله وأحزنوا قدوس إسرائيل لم يذكروا يده يوم افتداهم من المضايق هو الذي جعل في مصر آياته وفي حقول صوعن معجزاته فحول أنهارهم إلى دماء وسواقيهم لكيلا يشربوا أرسل عليهم ذبابا فأكلهم وضفادع فأهلكتهم وأسلم إلى الدبى غلاتهم وإلى الجراد ثمر أتعابهم أهلك بالبرد كرومهم وبالصقيع جميزهم وأسلم إلى البرد بهائمهم وإلى الحريق قطعانهم أرسل عليهم نار غضبه السخط والحنق والشدة أرسل ملائكة مهلكين شق لغضبه طريقا لم يحفظ من الموت نفوسهم وأسلم إلى الوباء حياتهم وضرب كل بكر في مصر بواكير الرجولة في خيام حام ثم رحل شعبه كالغنم وساقهم كالقطيع في البرية وهداهم في أمان فلم يخافوا ووارى البحر أعداءهم وأدخلهم أرض قدسه الجبل الذي اقتنته يمينه وطرد الأمم من وجوههم وجعل بحبل القرعة ميراثا لهم وأسكن أسباط إسرائيل في خيامهم وجربوا الله العلي وتمردوا ولم يحفظوا شهادته وارتدوا فغدروا كآبائهم وانقلبوا كالقوس الخادعة وأسخطوه بمشارفهم وأغاروه بتماثيلهم سمع الله فثار ثائره ونبذ إسرائيل نبذا وهجر مسكن شيلو الخيمة التي نصبها بين الناس وأسلم إلى الأسر عزته وإلى يد المضايق جلاله وأسلم إلى السيف شعبه وغضب على ميراثه أكلت النار شبابهم ولم يزغرد لعذاراهم بالسيف سقط كهنتهم وما بكت أراملهم كالنائم استيقظ السيد وكالجبار الذي فرح بالخمر فضرب أعداءه في أدبارهم وجعلهم عارا أبد الدهور ونبذ خيمة يوسف ولم يختر سبط أفرائيم بل اختار سبط يهوذا جبل صهيون الذي أحب وبنى مقدسه كالعلي كالأرض التي أسسها للأبد واختار داود عبده ومن حظائر الغنم أخذه من خلف المرضعات أتى به ليرعى يعقوب عبده وإسرائيل ميراثه فرعاهم بسلامة قلبه وهداهم بفطنة يديه

تعليقات