تامل اليوم السبت 2025 / 08 / 02
سفر يشوع الثامن رسم خطة الهجوم على عاي
وقال الرب ليشوع لا تجزع ولا تثبط همتك خذ جيشك برمته وحاصر عاي لأني قد أسلمتك ملك عاي وشعبه ومدينته وأرضه فتجري على عاي وملكها ما أجريته على أريحا وملكها غير أنكم تنهبون لأنفسكم غنيمتها وبهائمها انصب كمينا خلف المدينة فهب يشوع وجميع المحاربين وتوجهوا لمهاجمة عاي واختار يشوع ثلاثين ألف رجل من محاربيه الأشداء وأرسلهم ليلا بعد أن أوصاهم قائلا اذهبوا واكمنوا خلف المدينة لا تبتعدوا عنها كثيرا وتأهبوا جميعكم للقتال وأما أنا وبقية المحاربين الذين معي فنقترب إلى المدينة فما إن يخرجوا للقائنا كما حدث سابقا حتى نتظاهر بالهرب أمامهم فيتعقبونا وبذلك نجذبهم بعيدا عن المدينة ظنا منهم أننا هاربون أمامهم كما جرى في المرة الماضية فتنقضون أنتم من المكمن وتستولون على المدينة التي يخضعها الرب إلهكم لكم ولدى استيلائكم على المدينة تضرمون فيها النار كأمر الرب فافعلوا ونفذوا ما أوصيتكم به وأطلقهم يشوع فتوجهوا إلى المكمن حيث تربصوا بالمدينة ما بين بيت إيل وغربي عاي وقضى يشوع ليلته تلك في وسط الشعب وفي الصباح التالي نهض يشوع مبكرا وأحصى الجيش وسار هو وشيوخ إسرائيل في طليعتهم نحو عاي وتقدمت معه قواته كلها حتى أتوا إلى مقابل المدينة حيث نزلوا شماليها لا يفصل بينهم وبين عاي سوى الوادي وأرسل يشوع قوة دعم أخرى مؤلفة من خمسة آلاف محارب لتكمن بين بيت إيل وعاي غربي المدينة وتمركز الجيش الرئيسي في شمالي المدينة في حين تربص الكمين في غربيها، أما يشوع فقد قضى تلك الليلة في وسط الوادي ولما رأى ملك عاي ما يجري خرج بجيشه مبكرا للقاء إسرائيل ومحاربته في السهل وهو لا يدري أن هناك كمينا يتحفز للهجوم عليهم من خلف المدينة فتظاهر يشوع وبقية الجيش بالانكسار أمامهم ولاذوا بالفرار في طريق الصحراء فتنادى جميع الشعب الذين في المدينة لتعقب يشوع فجدوا وراءهم مبتعدين عن المدينة ولم يبق في عاي أو في بيت إيل رجل لم يسع في مطاردة الإسرائيليين تاركين المدينة مفتوحة للكمين فقال الرب ليشوع مد رمحك نحو عاي لأنني وهبتك المدينة فمد يشوع الحربة التي بيده نحو المدينة فاندفع الكمين من مكانه بسرعة عندما مد يده بالحربة وركضوا واقتحموا المدينة واستولوا عليها وأحرقوها بالنار فالتفت رجال عاي وراءهم وإذ بهم يشاهدون دخان المدينة يتصاعد إلى السماء فلم يكن لهم من مهرب فانقلب الجيش الهارب إلى الصحراء على مطارديه ولما رأى يشوع ومحاربوه أن الكمين قد استولى على المدينة وأن دخانها قد ملأ الفضاء شرعوا في مهاجمة رجال عاي والقضاء عليهم كذلك خرج الكمين من المدينة لقطع طريق الهرب عليهم فوجد أهل عاي أنفسهم محصورين بين الإسرائيليين من الأمام ومن الخلف ففتك بهم الإسرائيليون فلم ينج منهم أحد أما ملك عاي فقد وقع في الأسر فتسلمه يشوع وعندما تم القضاء على جيش عاي في الصحراء حيث تعقبوا الإسرائيليين وفنوا جميعهم بحد السيف رجع المحاربون الإسرائيليون إلى عاي وقتلوا كل من فيها فكان جميع من قتل في ذلك اليوم من رجال ونساء اثني عشر ألفا وهم جميع أهل عاي وظل يشوع مادا يده بالحربة نحو المدينة حتى تم القضاء على جميع أهل عاي أما البهائم وغنائم المدينة فقد نهبها الإسرائيليون لأنفسهم بمقتضى أمر الرب الذي أصدره إلى يشوع وهكذا أحرق يشوع عاي وحولها إلى تل خراب أبدي إلى هذا اليوم وشنق ملك عاي على شجرة إلى وقت المساء وعند غروب الشمس أمر يشوع فأنزلوا جثته عن الشجرة وطرحوها عند مدخل بوابة المدينة وهالوا عليها كومة حجارة عظيمة إلى هذا اليوم حينئذ بنى يشوع مذبحا للرب إله إسرائيل في جبل عيبال كما أمر موسى عبد الرب بني إسرائيل بحسب ما هو مدون في كتاب توراة موسى فكان المذبح مبنيا من حجارة صحيحة لم ينحتها أحد بآلة من حديد وقدموا عليه محرقات وقربوا ذبائح سلامة وعلى مرأى من بني إسرائيل نقش يشوع على حجارة المذبح نسخة من شريعة موسى التي كان موسى قد أملاها عليه وكان جميع الإسرائيليين غرباء ومواطنين مع شيوخهم وعرفائهم وقضاتهم يقفون إلى جانبي تابوت عهد الرب في مواجهة الكهنة اللاويين حاملي التابوت وقف نصفهم أمام جبل جرزيم ووقف النصف الآخر أمام جبل عيبال تنفيذا لتعليمات موسى عبد الرب السابقة التي أصدرها بشأن بركة الشعب ثم تلا يشوع جميع عبارات التوراة المختصة بالبركة واللعنة كما وردت في كتاب الشريعة لم يغفل يشوع كلمة من كل ما أمر به موسى بل قرأها كلها أمام جميع بني إسرائيل حتى أمام النساء والأطفال والغرباء المقيمين بينهم
المزمور الرابع والسبعون
أللهم لماذا للأبد نبذتنا ؟ ولماذا على غنم مرعاك اشتعل غضبك ؟ أذكر جماعتك التي منذ القدم اقتنيتها وسبط ميراث لك افتديتها وجبل صهيون الذي فيه سكنت إرفع خطواتك إلى الأطلال الدائمة ففي القدس أتلف العدو كل شيء زمجر خصومك في وسط مجالسك ورفعوا راياتهم شعارا شوهدوا كمن يرفع فأسا على أدغال من الشجر يحطمون المنقوشات جميعا بالفأس والمطارق أسلموا إلى النار مقدسك ودنسوا حتى الأرض مسكن اسمك قالوا في قلوبهم لنسحقهم بضربة قاضية وأحرقوا في الأرض مجالس الله جميعا آياتنا لم نعد نراها ولم يبق نبي وليس عندنا من يعلم إلى متى أللهم إلى متى يعيرنا المضايق وباسمك يستهين العدو على الدوام ؟ لماذا تكف يدك وتبقى محتضنا يمينك ؟ على أنك ملكي منذ القدم وصانع الخلاص في وسط الأرض أنت شققت البحر بعزتك وحطمت على المياه رؤوس التنانين أنت هشمت رؤوس لوياتان وأعطيته للوحوش مأكلا أنت فجرت عينا وسيلا أنت جففت أنهارا لا تجف مياهها لك النهار ولك الليل أنت أحكمت الشمس والنور أنت وضعت حدود الأرض جميعها وصنعت الصيف والشتاء أذكر يا رب أن العدو يجدف وشعبا جاهلا استهان باسمك لا تسلم إلى الوحش نفس يمامتك ولا تنس على الدوام حياة بائسيك انظر إلى العهد فقد امتلأت مخابئ الأرض ومآوي العنف لا يرجعن المظلوم مخزيا وليسبح لاسمك البائس المسكين أللهم قم ودافع عن قضيتك واذكر تجديف الجاهل طوال النهار عليك لا تنس ضجيج خصومك ولا الجلبة المرتفعة على الدوام في مقاوميك
تعليقات
إرسال تعليق