قراءة اليوم السبت 16 / 08 / 2025

 سفر القضاة العشرون غضب بني إسرائيل للحادث

وتألب بنو إسرائيل جميعهم كرجل واحد قادمين من دان في الشمال إلى بئر سبع في الجنوب ومن أرض جلعاد أيضا ومثلوا أمام الرب في المصفاة واحتشد زعماء الشعب مع أربع مئة ألف من محاربي أسباط إسرائيل فبلغ النبأ سبط بنيامين أن المحاربين الإسرائيليين قد تجمعوا في المصفاة وقال الإسرائيليون قصوا علينا كيف حدثت هذه القباحة ؟ فأجاب زوج القتيلة دخلت أنا ومحظيتي إلى جبعة بنيامين لنقضي ليلتنا فثار علي رجال من جبعة وحاصروني بالبيت ليلا وهموا بقتلي واغتصبوا محظيتي حتى ماتت فأخذتها وقطعتها ووزعتها في جميع أرض إسرائيل لأنهم ارتكبوا قباحة وفجورا في إسرائيل والآن تبصروا بالأمر ياأبناء إسرائيل واحكموا فهب المحاربون كرجل واحد وهتفوا لن يرجع أحد منا إلى خيمته أو بيته قبل أن نعاقب أهل جبعة على ما اقترفوه سنلقي قرعة لنختار عشرة رجال من كل مئة من محاربي كل سبط ومئة من كل ألف وألفا من كل عشرة آلاف للإشراف على تموين المحاربين بالمؤونة بينما يقوم بقية الجيش بمعاقبة جبعة بنيامين على القباحة التي ارتكبتها في إسرائيل وهكذا احتشد كل رجال إسرائيل ضد المدينة واتحدوا كأنهم رجل واحد وبعث أسباط بني إسرائيل إلى جميع عشائر بنيامين قائلين ما هذا الشر الذي تفشى بينكم ؟ لذلك سلموا الأوغاد بني بليعال المقيمين في جبعة لكي نقتلهم ونستأصل الشر من إسرائيل فأبى البنيامينيون الاستجابة إلى طلب إخوتهم بني إسرائيل وتقاطروا من سائر المدن إلى جبعة تأهبا لمحاربة الإسرائيليين وبلغ عدد محاربي بني بنيامين الوافدين من المدن في ذلك اليوم ستة وعشرين ألف محارب فضلا عن أهل جبعة البالغين سبع مئة رجل من خيرة المحاربين وكان من جملة جيش بنيامين سبع مئة رجل أعسر منتخبون لرمي الحجر بالمقلاع لمهارتهم في إصابة الهدف من غير أن يخطئوا ولو بمقدار شعرة أما جيش إسرائيل باستثناء بنيامين فقد بلغ عدده أربع مئة ألف وكلهم رجال حرب فانطلق هؤلاء إلى بيت إيل ليستشيروا الله قائلين من يذهب أولا لمحاربة بنيامين ؟ فأجاب الرب يهوذا أولا فبكر الإسرائيليون في الصباح وأحاطوا بجبعة واصطف رجال إسرائيل متأهبين لمحاربة البنيامينيين عند جبعة فاندفع بنو بنيامين نحوهم وأهلكوا في ذلك اليوم اثنين وعشرين ألف رجل وتشجع جيش إسرائيل وعادوا فاصطفوا في نفس الموضع الذي اصطفوا فيه في اليوم الأول وبكوا أمام الرب إلى المساء طالبين مشورته قائلين هل نعود لمحاربة إخوتنا بني بنيامين ؟ فقال الرب اهجموا عليهم فتقدم الإسرائيليون لمحاربة البنيامينيين في اليوم التالي فاندفع البنيامينيون نحوهم وقتلوا منهم أيضا ثمانية عشر ألف رجل وكلهم من المقاتلين بالسيف فتوجه جميع الشعب من المحاربين إلى بيت إيل وبكوا ومثلوا أمام الرب صائمين في ذلك اليوم إلى المساء ثم أصعدوا للرب محرقات وذبائح سلام واستشار بنو إسرائيل الرب وكان تابوت عهد الرب مازال آنئذ هناك وفينحاس بن ألعازار بن هرون هو الكاهن الواقف على خدمته وسأل بنو إسرائيل الرب هل نعود لمحاربة إخوتنا بني بنيامين أم نكف عن قتالهم ؟ فأجاب الرب قاتلوهم لأني غدا أنصركم عليهم ونصب الإسرائيليون كمينا حول جبعة وتقدموا لمحاربة بني بنيامين واصطفوا عند جبعة كالمرتين الأوليين فاندفع البنيامينيون لمهاجمتهم وابتعدوا عن المدينة وراء الإسرائيليين في الطريق المفضية إلى بيت إيل والطريق الأخرى المؤدية إلى جبعة عبر الحقل وشرعوا يهاجمون الجيش الإسرائيلي كالمرتين السابقتين فقتلوا منهم نحو ثلاثين رجلا واعتقد بنو بنيامين أن الإسرائيليين منهزمون أمامهم كما حدث سابقا في حين أن بني إسرائيل تظاهروا بالهرب أمامهم قائلين لنجتذبهم بعيدا عن المدينة إلى الطرق وهب رجال إسرائيل من أماكنهم واصطفوا في بعل تامار ووثب كمين بني إسرائيل من مراصده من عراء جبعة وتقدم عشرة آلاف رجل من خيرة محاربي إسرائيل من مقابل جبعة فاشتدت المعركة من غير أن يدرك البنيامينيون أن الكارثة قد أحاقت بهم وهزم الرب بنيامين أمام إسرائيل فأهلكوا منهم في ذلك اليوم خمسة وعشرين ألف رجل ومئة رجل وكلهم من رجال السيف عندئذ أدرك البنيامينيون أنهم قد هزموا وكان الإسرائيليون قد تظاهروا بالتقهقر اعتمادا على الكمين الذي نصبوه حول جبعة وما لبث الكمين أن اقتحم جبعة وضربها بحد السيف وكان الاتفاق بين رجال إسرائيل وبين الكمين أن يصعد الكمين حال اقتحامه للمدينة عمودا متكاثفا من الدخان فلما تقهقر الإسرائيليون في الحرب شرع البنيامينيون في مطاردتهم فقتلوا منهم نحو ثلاثين رجلا اعتقادا منهم أن الإسرائيليين منهزمون أمامهم كما حدث في المعارك الأولى ولكن عندما ابتدأ عمود الدخان يتصاعد من المدينة التفت بنو بنيامين وراءهم وإذا بالدخان يرتفع نحو عنان السماء من كل أرجاء المدينة فانكفأ رجال إسرائيل على البنيامينيين الذين فروا مرعوبين لأنهم أدركوا أن الكارثة قد أحاقت بهم وتقهقروا أمام بني إسرائيل في طريق الصحراء ولكن الحرب أدركتهم وخرج رجال الكمين من المدن وقطعوا عليهم الطريق فهلك البنيامينيون بين الفريقين وهكذا حاصروا بني بنيامين وتعقبوهم بسهولة وأدركوهم مقابل جبعة شرقا فقتل منهم ثمانية عشر ألف رجل من جبابرة القتال وعندما ولت فلولهم هاربة إلى الصحراء إلى صخرة رمون تمكن الإسرائيليون من القضاء على خمسة آلاف منهم في الطريق ثم جدوا في تعقبهم إلى جدعوم فقتلوا منهم أيضا ألفي رجل فكانت جملة المقتولين من البنيامينيين في ذلك اليوم خمسة وعشرين ألف رجل من المحاربين بالسيف وجميعهم جبابرة قتال وتمكن ست مئة رجل منهم من الهرب واللجوء إلى صخرة رمون فأقاموا هناك أربعة أشهر وارتد بنو إسرائيل إلى مدن بنيامين وقضوا على أهاليها قاطبة بحد السيف وذبحوا البهائم وكل ما وجد فيها وأحرقوها بالنار

المزمور المئة والسادس

هللويا إحمدوا الرب لأنه صالح لأن للأبد رحمته من ذا الذي يحدث بمآثر الرب ويسمع تسبحته كلها ؟ طوبى لمن يحفظون الحق لمن يعملون بالبر في كل حين أذكرني يا رب نظرا لرضاك عن شعبك افتقدني بخلاصك لكي أعاين سعادة مختاريك وأفرح بفرح أمتك وأفتخر مع ميراثك قد خطئنا نحن وآباؤنا الإثم والشر ارتكبنا آباؤنا في مصر لم يفطنوا لعجائبك ولم يتذكروا وافر مراحمك بل تمردوا على العلي عند بحر القصب فخلصهم من أجل اسمه ليعرف جبروته وزجر بحر القصب فجف وسيرهم في الغمار كما في القفار وخلصهم من يد المبغضين وافتداهم من يد الأعداء وغطت المياه مضايقيهم فلم يبق منهم أحد فآمنوا بكلامه وأنشدوا تسبحته سرعان ما نسوا أعماله ولم ينتظروا تدبيره في البرية اشتهوا شهوة وفي القفر جربوا الله فلبى طلبهم وأرسل الحمى في نفوسهم حسدوا موسى في المخيم وهارون قديس الرب فانفتحت الأرض وابتلعت داتان وغطت جماعة أبيرام واشتعلت نار في جماعتهم لهيب أحرق الأشرار صنعوا عجلا في حوريب وسجدوا لصنم مسبوك واستبدلوا بمجدههم صورة ثور آكل عشب نسوا الله مخلصهم صانع العظائم في مصر العجائب في أرض حام المخاوف عند بحر القصب فنوى أن يبيدهم لولا أن موسى مختاره وقف في الثلمة أمامه ليرد غضبه عن إهلاكهم ورفضوا أرضا شهية غير مؤمنين بكلمته في خيامهم تذمروا وإلى صوت الرب لم يستمعوا فرفع يده مقسماليسقطنهم في البرية ويسقطن ذريتهم في الأمم ويبددنهم في البلاد فتعلقوا ببعل فغور وأكلوا ذبائح الموتى وأسخطوه بأعمالهم فداهمتهم الضربة فقام فنحاس وقضى فكفت الضربة عنهم فعدله ذلك برا جيلا فجيلا للأبد ثم أغضبوه على مياه مريبة فأصاب موسى سوء بسببهم لأنهم تمردوا عليه ففرطت شفتاه بالكلام لم يبيدوا الشعوب التي كلمهم الرب عليها بل اختلطوا بالأمم وتعلموا أعمالها وعبدوا أصنامها فكان لهم ذلك فخا وذبحوا بنيهم وبناتهم للشياطين وسفكوا دما زكيا دم بنيهم وبناتهم الذين ذبحوهم لأصنام كنعان فتدنست الأرض بالدماء وتنجسوا بأعمالهم وزنوا بأفعالهم فغضب الرب على شعبه واستقبح ميراثه وأسلمهم إلى أيدي الأمم فتسلط عليهم مبغضوهم وضايقهم أعداؤهم فأذلوا تحت أيديهم مرات كثيرة أنقذهم لكنهم تمردوا على تدبيره وانحطوا بآثامهم فنظر إلى ضيقهم عند سماعه صراخهم تذكر عهده لهم وأشفق بحسب مراحمه الوافرة وأنالهم رأفة عند جميع الذين أسروهم خلصنا أيها الرب إلهنا ومن بين الأمم اجمعنا لنحمد اسمك القدوس ونفتخر بتسبحتك تبارك الرب إله إسرائيل من الأزل وللأبد وليقل الشعب كله آمين هللويا

تعليقات