تامل اليوم الاثنين 22 / 09 / 2025
رسالة العبرانيين الفصل السابع
فإن ملكيصادق هذا هو ملك شليم وكاهن الله العلي خرج لملاقاة إبراهيم عند رجوعه بعدما كسر الملوك وباركه وله أدى إبراهيم العشر من كل شيء وتفسير اسمه أولا ملك البر ثم ملك شليم أي ملك السلام وليس له أب ولا أم ولا نسب وليس لأيامه بداية ولا لحياته نهاية وهو على مثال ابن الله ويبقى كاهنا أبد الدهور فانظروا ما أعظم هذا الذي أدى له إبراهيم عشر خيار الغنائم مع أنه رئيس الآباء إن الذين يقبلون الكهنوت من بني لاوي تأمرهم الشريعة بأن يأخذوا العشر من الشعب أي من إخوتهم مع أنهم خرجوا هم أيضا من صلب إبراهيم أما الذي ليس له نسب بينهم فقد أخذ العشر من إبراهيم وبارك ذاك الذي كانت له المواعد ومما لا خلاف فيه أن الأصغر شأنا يتلقى البركة من الأكبر شأنا ثم إن الذين يأخذون العشر ههنا بشر مائتون وأما هناك فإنه الذي يشهد له بأنه حي فيجوز القول إن لاوي نفسه وهو الذي يأخذ العش قد أدى العشر في شخص إبراهيم لأنه كان في صلب أبيه يوم خرج ملكيصادق لملاقاته فلو كان الحصول على الكمال بالكهنوت اللاوي وقد تلقى الشعب شريعة متصلة به فأي حاجة بعده إلى أن يقوم كاهن آخر يكون على رتبة ملكيصادق ولا يقال له إنه على رتبة هارون؟لأنه إذا تبدل الكهنوت فلا بد من تبدل الشريعة وذلك أن الذي يقال هذا فيه ينتمي إلى سبط آخر لم يقم أحد منه بخدمة المذبح فمن المعروف أن ربنا خرج من يهوذا من سبط لم يذكره موسى في كلامه على الكهنة ومما يزيد الأمر وضوحا أن يقام كاهن غيره على مثال ملكيصادق لم يصر كاهنا بحسب شريعة وصية بشرية بل بحسب قوة حياة ليس لها زوال لأن الشهادة التي أديت له هي أنت كاهن للأبد على رتبة ملكيصادق وهكذا نسخت الوصية السابقة لضعفها وقلة فائدتها فالشريعة لم تبلغ شيئا إلى الكمال وأدخل رجاء أفضل نتقرب به إلى الله وبقدر ما لم يحدث ذلك بلا يمين فإن أولئك صاروا كهنة بلا يمين وأما هذا فبيمين من الذي قال له أقسم الرب ولن يندم أنك كاهن للأبد صار يسوع كفيل عهد أفضل أولئك الكهنة كان يصير منهم عدد كثير لأن الموت يحول دون بقائهم وأما هذا فلأنه لا يزول له كهنوت فريد فهو لذلك قادر على أن يخلص الذين يتقربون به إلى الله خلاصا تاما لأنه حي دائما أبدا ليشفع له فهذا هو عظيم الكهنة الذي يلائمنا قدوس بريء نقي ومنفصل عن الخاطئين جعل أعلى من السموات لا حاجة به إلى أن يقرب كعظماء الكهنة كل يوم ذبائح لخطاياه أولا ثم لخطايا الشعب لأنه فعل ذلك مرة واحدة حين قرب نفسه إن الشريعة تقيم أناسا ضعفاء عظماء كهنة أما كلام اليمين الآتي بعد الشريعة فيقيم ابنا جعل كاملا للأبد
تعليقات
إرسال تعليق