تامل اليوم الخميس 2025 / 08 / 28

 رسالة فيلبي الفصل الاول والفصل الثاني

من بولس وطيموتاوس عبدي المسيح يسوع إلى جميع القديسين في المسيح يسوع الذين في فيلبي مع أساقفتهم وشمامستهم عليكم النعمة والسلام من لدن الله أبينا والرب يسوع المسيح أشكر إلهي كلما ذكرتكم ففي كل صلاة أرفع الدعاء دائما بفرح من أجلكم جميعا أشكره على مشاركتكم لي في البشارة منذ أول يوم إلى الآن وإني على يقين من أن ذاك الذي بدأ فيكم عملا صالحا سيسير في إتمامه إلى يوم المسيح يسوع ومن الحق أن أعطف عليكم جميعا هذا العطف لأني أضمكم في قلبي، وكلكم شركائي في النعمة سواء في قيودي أم في الدفاع عن البشارة وتأييدها والله شاهد لي على أني شديد الحنان عليكم جميعا في قلب يسوع المسيح وما أطلب في الصلاة هو أن تزداد محبتكم معرفة وكل بصيرة زيادة مضاعفة لتميزوا الأفضل فتصبحوا سالمين لا لوم عليكم في يوم المسيح ممتلئين من ثمر البر الذي هو من فضل يسوع المسيح تمجيدا وتسبيحا لله وأريد أن تعلموا أيها الإخوة أن ما حدث لي زاد بالأحرى في نجاح البشارة حتى اتضح عند حرس الحاكم كلهم ولسائر الناس أن قيودي هي في سبيل المسيح وحتى إن أكثر الإخوة شجعتهم في الرب قيودي فازدادوا جرأة على إعلان الكلمة غير خائفين أجل إن قوما منهم يبشرون بالمسيح لما فيهم من حسد وخصام ولكن قوما منهم يفعلون ذلك لما لهم من نية صالحة هؤلاء يبشرون بالمسيح بدافع المحبة عالمين أني أقمت للدفاع عن البشارة وأولئك بدافع المنافسة وبنية غير صالحة يظنون أنهم بذلك يزيدون قيودي ثقلا فما شأن ذلك؟ فإن المسيح يبشر به في كل حال سواء أكان برياء أم بصدق فبهذا أفرح ولن أزال أفرح لأني أعلم أنه يؤول إلى خلاصي ويعود الفضل إلى دعائكم وإلى معونة روح يسوع المسيح فإني أنتظر بفارغ الصبر وأرجو ألا أخزى أبدا بل لي الثقة التامة بأن المسيح سيمجد في جسدي الآن وفي كل حين سواء عشت أو مت فالحياة عندي هي المسيح والموت ربح ولكن إذا كانت حياة الجسد تمكنني من القيام بعمل مثمر فإني لا أدري ما أختار وأنا في نزاع بين أمرين فلي رغبة في الرحيل لأكون مع المسيح وهذا هو الأفضل جدا جدا غير أن بقائي في الجسد أشد ضرورة لكم وأنا عالم علم اليقين بأني سأبقى وسأواصل مساعدتي لكم جميعا لأجل تقدمكم وفرح إيمانكم فيزداد افتخاركم بي في المسيح يسوع لحضوري بينكم مرة ثانية فسيروا سيرة جديرة ببشارة المسيح لأعرف سواء جئتكم ورأيتكم أم كنت غائبا فسمعت أخباركم أنكم ثابتون بروح واحد مجاهدون معا بنفس واحدة في سبيل إيمان البشارة لا تهابون البتة خصومكما ففي ذلك دلالة لهم على الهلاك ودلالة لكم على خلاصكم وهذا من فضل الله لأنه أنعم عليكم بالنظر إلى المسيح أن تتألموا من أجله لا أن تؤمنوا به فحسب فإنكم تجاهدون الجهاد نفسه الذي رأيتموني أجاهده والآن تسمعون أني أجاهده

فإذا كان عندكم شأن للمناشدة بالمسيح ولما في المحبة من تشجيع والمشاركة في الروح والحنان والرأفة فأتموا فرحي بأن تكونوا على رأي واحد ومحبة واحدة وقلب واحد وفكر واحد لا تفعلوا شيئا بدافع المنافسة أو العجب بل على كل منكم أن يتواضع ويعد غيره أفضل منه لا ينظرن أحد إلى ما له بل إلى ما لغيره فليكن فيما بينكم الشعور الذي هو أيضا في المسيح يسوع هو الذي في صورة الله لم يعد مساواته لله غنيمة بل تجرد من ذاته متخذا صورة العبد وصار على مثال البشر وظهر في هيئة إنسان فوضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله إلى العلى ووهب له الاسم الذي يفوق جميع الأسماء كيما تجثو لاسم يسوع كل ركبة في السموات وفي الأرض وتحت الأرض ويشهد كل لسان أن يسوع المسيح هو الرب تمجيدا لله الآب لذلك يا أحبائي كما أطعتم دائما فلا يكن ذلك في حضوري فقط بل على وجه مضاعف الآن في غيابي واعملوا لخلاصكم بخوف ورعدة فإن الله هو الذي يعمل فيكم الإرادة والعمل في سبيل رضاه فافعلوا كل ما تفعلون من غير تذمر ولا تردد لتكونوا بلا لوم ولا شائبة وأبناء الله بلا عيب في جيل ضال فاسد تضيئون ضياء النيرات في الكون متمسكين بكلمة الحياة لأفتخر يوم المسيح بأني ما سعيت عبثا ولا جهدت عبثا فلو اقتضى الأمر أن يراق دمي ذبيحة مقربة في سبيل إيمانكم لفرحت وشاركتكم الفرح جميعا فكذلك افرحوا أنتم أيضا وشاركوني الفرح وأرجو في الرب يسوع أن أبعث إليكم طيموتاوس بعد قليل لتطيب نفسي أنا أيضا إذا ما أطلعت على أحوالكم فليس لي أحد غيره يشعر مثل شعوري ويهتم بأمركم اهتماما صادقا فكلهم يسعى إلى ما يعود على نفسه لا إلى ما يعود على يسوع المسيح وإنكم تعرفون كيف أثبت فضيلته وكيف عمل معي للبشارة عمل الابن مع أبيه فهو الذي أرجو أن أبعثه إليكم حالما يتضح لي مصيري وإني لواثق بالرب أن آتيكم أنا أيضا بعد قليل ولكني رأيت من الضروري أن أبعث إليكم أبفرديطس أخي وصاحبي في العمل والجهاد هذا الذي أرسلتموه ليقوم بحاجتي لأنه مشتاق إليكم جميعا ومكتئب لأنكم سمعتم بأنه مرض فقد مرض حتى شارف الموت ولكن الله رأف به لا به وحده بل بي أنا أيضا لئلا ينالني غم على غم فقد عجلت في بعثه إليكم حتى إذا ما رأيتموه عاد الفرح إليكم وزال بعض غمي تقبلوه إذا في الرب بكل فرح وعاملوا أمثاله بالإكرام فإنه أشرف على الموت في سبيل العمل للمسيح وخاطر بنفسه ليقوم بما لم يكن في وسعكم أن تقوموا لخدمتي

تعليقات