تامل اليوم السبت 2025 / 08 / 16
سفر القضاة التاسع عشر اللاوي وسريته
وفي تلك الأيام التي لم يكن فيها ملك لبني إسرائيل كان رجل لاوي متغربا في المنطقة النائية من جبل أفرايم فاتخذ له محظية من بيت لحم يهوذا ولكنها غضبت منه فلجأت إلى بيت أبيها في بيت لحم يهوذا حيث مكثت أربعة أشهر ثم أخذ زوجها خادمه وحمارين وتوجه إلى بيت أبيها ليسترضيها فدعته للدخول إلى بيت أبيها الذي سر بلقائه وألح عليه والد الفتاة في البقاء فمكث معه ثلاثة أيام حيث أكلوا جميعا وشربوا وقضوا لياليهم هناك وفي اليوم الرابع قام مبكرا للذهاب فقال والد الفتاة لصهره كل لقمة خبز تسند بها قلبك ومن ثم تمضون فجلسا وأكلا وشربا معا ثم قال له حموه إن راق لك الأمر بت عندنا ولتطب نفسك وعندما هم الرجل بالذهاب ألح عليه حموه فرضخ وقضى ليلته هناك ثم نهض في اليوم الخامس مبكرا تأهبا للرحيل فقال أبو الفتاة تناول لقمة تسند بها قلبك وانطلقوا عند الغروب فبقي الرجل وأكلا معا ثم هب الرجل للارتحال هو ومحظيته وغلامه فقال له حموه لقد مالت الشمس إلى المغيب فبيتوا هنا وليطب قلبك وغدا ترحلون مبكرين نحو خيمتك فأبى الرجل البقاء وانطلقوا جميعا حتى جاءوا إلى مقابل يبوس التي هي أورشليم ومعه حماران مسرجان ومحظيته وفيما هم بجوار يبوس وقد كاد النهار أن يغرب قال الخادم لسيده تعال ندخل إلى مدينة اليبوسيين ونقضي ليلتنا فيها فأجابه سيده لا لن ندخل مدينة غريبة لا يقيم فيها إسرائيلي واحد بل لنعبر إلى جبعة دعنا نتابع تقدمنا فنبيت في جبعة أو الرامة وواصلوا السير حتى بلغوا جبعة بنيامين عند غروب الشمس فدخلوا إليها ليجدوا لهم مأوى فيها وجلسوا في ساحة المدينة فلم يستضفهم أحد في بيته وفيما هم كذلك أقبل عليهم عجوز قادم من العمل في حقله عند المساء وكان الرجل أصلا من جبل أفرايم متغربا في جبعة وأهل المدينة بنيامينيين هذا وجدهم جالسين في ساحة المدينة فسألهم إلى أين أنتم ذاهبون ومن أين أتيتم ؟ فأجابه الرجل المسافر نحن في طريقنا من بيت لحم يهوذا إلى الجانب النائي من جبل أفرايم حيث أقيم وقد ذهبت إلى بيت لحم يهوذا وأنا الآن متوجه إلى بيت الرب وليس أحد يستضيفني في بيته مع أن لدينا علفا وتبنا لحميرنا وكذلك خبزا لي ولأمتك وللغلام فلسنا في حاجة إلى شيء فقال الشيخ أهلا بك في بيتي لا تبت في الساحة وأنا أقدم لك كل ما تحتاج إليه واستضافهم في بيته وعلف حميرهم فغسلوا أرجلهم وتناولوا طعاما وشرابا وفيما هم يتنادمون إذا بجماعة من أوغاد المدينة يحاصرون البيت طارقين على الباب صائحين بالرجل الشيخ صاحب المنزل أخرج إلينا الرجل الذي استضفته لنعاشره فخرج إليهم صاحب البيت وقال لهم لا ياإخوتي لا ترتكبوا هذا العمل المشين فالرجل ضيفي وقد دخل بيتي هوذا ابنتي العذراء ومحظيته فدعوني أخرجهما لكم فتمتعوا بهما وافعلوا ما يحلو لكم ولكن لا ترتكبوا هذا العمل القبيح بهذا الرجل غير أن الرجال الأوغاد رفضوا الاستماع إليه فما كان من الرجل الضيف إلا أن أخرج لهم محظيته فظلوا يتناوبون على اغتصابها طوال الليل حتى انبلاج الصباح وعند بزوغ الفجر أطلقوها وأقبلت المرأة عند طلوع الصباح إلى بيت الرجل الشيخ حيث سيدها مقيم وتهالكت عند الباب حتى شروق النهار فنهض سيدها في الصباح وعندما فتح أبواب البيت وخرج لمتابعة طريقه عثر على محظيته ساقطة عند باب البيت ويداها على العتبة فقال لها انهضي لنذهب فلم تجبه لأنها كانت قد فارقت الحياة فحملها على الحمار وانطلق إلى حيث يقطن وما إن بلغ بيته حتى تناول سكينا وشرع في تقطيع محظيته إلى اثنتي عشرة قطعة مع عظامها ووزعها على جميع أسباط إسرائيل فقال كل من شاهد إحدى هذه القطع لم يشهد أو يحدث مثل هذا الأمر منذ صعود بني إسرائيل من مصر إلى هذا اليوم فتبصروا وتشاوروا واتخذوا قرارا
المزمور المئة والخامس
إحمدوا الرب وادعوا باسمه عرفوا في الشعوب مآثره أنشدوا له واعزفوا وفي جميع عجائبه تأملوا إفتخروا باسمه القدوس ولتفرح قلوب ملتمسي الرب اطلبوا الرب وعزته إلتمسوا وجهه كل حين أذكروا عجائبه التي صنعها معجزاته وأحكام فمه يا ذرية إبراهيم عبده ويا بني يعقوب مختاريه هو الرب إلهنا في الأرض كلها أحكامه يتذكر للأبد عهده الكلمة التي أوصى بها إلى ألف جيل العهد الذي قطعه مع إبراهيم والقسم الذي أقسمه لإسحق والذي جعله فريضة ليعقوب وعهدا أبديا لإسرائيل قائلا أعطيك أرض كنعان حصة ميراث لكم وقد كانوا نفرا يسيرا وعددا قليلا نزلاء فيها يسيرون من أمة إلى أمة ومن مملكة إلى شعب آخر فلم يدع أحدا يظلمهم وعاقب ملوكا من أجلهم لا تمسوا مسحائي ولا تؤذوا أنبيائي ودعا بالجوع على الأرض وقطع سند الخبز كله أرسل أمامهم رجلا يوسف الذي بيع للعبودية ألموا بالقيود رجليه في الحديد دخل عنقه إلى أن تتم نبؤته وتمحصه كلمة الرب أرسل الملك فحله سلطان الشعوب فأطلقه أقامه سيدا على بيته وسلطانا على جميع أمواله ليعلم عظماءه بنفسه ويجعل من شيوخه حكماء ثم جاء إسرائيل إلى مصر ونزل يعقوب في أرض حام فأنمى شعبه كثيرا وجعله أقوى من مضايقيه حول قلوبهم حتى أبغضوا شعبه ومكروا بعبيده أرسل موسى عبده وهارون الذي اختاره فأجريا بينهم الآيات التي ذكرها والمعجزات في أرض حام أرسل الظلمة فأظلمت الأرض ولم يتمردوا على كلامه حول مياههم إلى دماء وأهلك أسماكهم عجت أرضهم بالضفادع حتى في مخادع ملوكهم قال فجاء الذباب والبعوض على جميع بلادهم جعل أمطارهم بردا ونارا تلتهب في أرضهم وضرب كرومهم وتينهم كسر أشجار بلادهم قال فجاء من الجراد والجندب ما لا يحصى فأكل كل عشب في أرضهم وأكل ثمار أرضهم وضرب كل بكر في أرضهم وبواكير كل رجولة فيهم بفضة وذهب أخرجهم ولم يكن من متعثر في أسباطهم فرحت مصر بخروجهم لأن رعبهم حل عليها بسط غماما سترا لهم ونارا في الليل تضيء لهم طلبوا فأنزل السلوى عليهم ومن خبز السماء أشبعهم فتح الصخرة فسالت المياه وجرت في القفار أنهارا لأنه ذكر كلمته القدوسة لإبراهيم عبده وأخرج شعبه بالابتهاج ومختاريه بالتهليل ومنحهم أراضي الأمم فورثوا ما تعبت فيه الشعوب لكي يحفظوا فرائضه ويعملوا بشرائعه هللويا
تعليقات
إرسال تعليق